ضاحكت مرام فتاة السوبرجيت ثم لأشرع قائلاً لها:” لأ بجد أنت مؤمنة باللي في الكتاب.. أنا قريت أجزاء منه مترجمة للإنجليزية..” فتجيبني :” أيوة.. طبعاً.. أنا مؤمنة أن الواحدة لازم يكون ليها الحرية أنها تتصرف زي ما هي عاوزة…” فأعجبتني فصفرت بشفتي :” يعني أنت نسائية على كدا…الست زي الراجل..” فأومأت :” تمام… على فكرة .. كل التفرقات اللي بتحصل ديه المجتمع الذكوري هو اللي حطها من آلاف السنين.. يعني مش طبيعية في الست… فاهمني يا رامي؟!” فقلت مؤكداً:” بصي انا معاك بجد.. أن المرأة اتظلمت كتير قبل كدة….بس دلوقتي أحنا الرجالة اللي بنطالب بحقوقنا…” فراحت تستغرقها نوبة من الضحك و هي تلقي براحتها اليمنى على خاتم فمها الصغير كي لا توقظ أحداً آخر من نيام السوبرجيت و أنا أستمتع بوجهها الذي احمر بشدة . كانت مرام مثقفة رقيقة استجابت لنداء عشقي لها لنستحيل إلى عشاق الفراش و لنقتطع من أنياب الدهر ساعة سكس حامية نادرة لا أحسبها تتكرر.
انتهت من ضحكها خفيفة الظل مرام و فرأيت عينيها اللاتي دمعتا من الضحك فأخرجت منديلاً و بسطت به يدي فشكرتني لأسألها:” أيه رأيك في الحب.. لأ بجد.. عاوز اسمع رأيك..” فانقلب وجهها من حالة المرح غلى حالة من العبوس وقد قطبت حاجبيها وصمتت. “ مرام .. انا زعلتك في حاجة….” لتجيبني بنبرة جادة:”لأ أبداً… بساقولك أن انا مليش تجربة…. بس أختي الكبيرة اتصدمت في زميلها اللي كانت بتذوب فيه….” و مطت شفتيها ألماً لأجيبها :” بس أرجو ان ده ميكونش أثر عليكي …” لتجيبني:” لأ ابداً…أنا مؤمنة أن ده نصيب.. وأن صوابعك مش بيتساوو..” فأحببت أن أحيل تلك المأساة إلى فكاهة:” بجد.. طب خليني اشوف كدا…” و رفعت أصابع يدي امامها لتبسم من جديد فأغازلها:” ايوة..كدا.. تعرفي أحلى ما فكي أيه….؟!” فعادت تحملق عيناها الواسعتان منتظرة إجابتي فقلت:” ضحكتك… والغمازات دول..” ليعتريها الخجل و يحمرّ وجهها مجدداً:” ميرسي يا رامي…ده من ذوقك…” . كنا قد اقتربنا من موقف السوبرجيت و كانت الساعة قد قاربت التاسعة والنصف و كنا قد تعارفنا كأحسن ما يكون التعارف و تبادلنا أرقام الهواتف. أوقفت لها تاكسياً و تبادلنا الإبتسام و مضت إلى وجهتها و أنا إلى وجهتي و قد استحال غرباء السوبرجيت غلى عرفاء كأنهما يعرفان بعضهما من قديم.
من يومها و أنا منتشي بمعرفتي بمرام فتاة السوبرجيت فلم تفارق خاطري لا في شقة أخي التي أسكنها اثناء التدريب في عملي و لا حتى في عملي ذاته. كانت مؤخرتها هي آخر من شيعتها بناظري فعلقت بهما و بخيالي بشدة. مرت أيام ثلاثة و أنا لم اكد أركز في شيء. كنت مشغولاً بها؛ لم أتمكن من طرد صورتها من مخيلتي مفكراً كيف أتواصل معها. أخيراً قرّ رأي أن أحادثها عن طريق الواتس آب. أنا: مرام .. عاملة ايه بنتي؟!” لتجيبني بعد عشر دقائق: اهلاً.. أنا: فاكراني؟! مرام: طبعاً.. دي كانت رحلة جميلة…أنا: اكيد طبعاً… و أنت اجمل ما فيها هه.. مرام: أكيد يا بني هههه…أنا: هههه… انت عاملة أيه..؟ مرام: بخير.. وانت؟ انا: تمام…. لسة في القاهرة… مرام: أه… هقعد مع باب شوية…انت هنا؟ أنا: ايوة.. فالشغل.. فاضة نشوف بعض… مرام: بس متتشاقاش هههه أنا: هو في حد يشوف الجمال ده وميتشاقاش؟! بكرة بعد الشغل الساعة خمسة ماشي؟! مرام: مفيش مشاكل… فين؟ انا: في كافية في …..جميل جداً وهادي.. مرام: أوك.. بكرة… انا: غداً نلتقي…بصوت عبد الوهاب ههه. مرام:” ههههه.. ماشي يا سي عبوهاب هه.. وفعلاً التقينا في اليومى التالي في الميعاد المضروب و لأنها مثقفة رومانسية أحضرت لها و ردتان. مرام: رامي مرسي…. طيب واحدة كفاية ههه وراحت تضحك فأضحكتني فقلت: بصي انت هتشمي دي وتديها ليا و و أنا هشم دي وادهيالك ديل كدا! فراحت تبتسم مجدداً و قد تحولنا من غرباء السوبرجيت إلى عشاق نتبادل الورود وعم قريب إلى عشاق الفراش لناتحم سوياً في ساعة سكس نادرة قل نظيرها بين العشاق. غادرنا الكافيه على لمسة يد و عشق متضمن بيننا؛ فلم يكن هناك ما يشغل مرام عني و لا يشغلني عنها؛ فكلانا كان فارغاً عاطفياً فصرنا نتجاذب. عشرة أيام مضت على لقائنا انتقلت في أواخرها إلى الإسكندرية لتصلني رسائلها: انت فين يا رامي.. الواتس بتاعك مش شغال.. ولا تليفونك فيه شبكة… عموماً النهاردة عيد ميلادك كل سنة وانت طيب… كنت محضرالك هدية… بس بقا انت مش موجود… وحشتني .. لما تنزل القاهرة ضروري تعرفني…مرام حبيبة السوبرجيت. فعلاً وجدت لعديد من محاولات الاتصال من مرام و من رسائلها كان آخرها تلك الرسالة التي أشعلت ناري برغم مشاكل العمل! أجبتها بأختها : تعرفي يا مرام… انا ماخدتش بالي خالص من يوم عيد ميلادي.. ولا كنت باهتم اصلاً… أنت ملاك بجد.. أما بخصوص الهدية أكيد ترتاية و انت اكلتيها.. هههه.. قريب هشوفك… عاشق فتاة السوبرجيت…يتبع….