إذن تغيرت حياتي تماماً من مراهق منطوِ يصارع الكبت الجنسي الشديد و خجول إلى شاب يعمل ويدرس ويحمل مسئولية والدته الصغيرة و والده المريض المقعد. أهملت حياتي الشخصية للحد الذي أشعر والدتي الصغيرة بالذنب فقالت لي ذات يوم:” حبيبي فريد… انت ليه بطلت تروح النادي وتلعب تنس زي ما بتحب مع صحابك؟!” أنا:” مقدرش يا ماما … دلوقتي بالذات…” . والدتي الصغيرة:” ليه لأ…. انا عاوزاك تستمتع بشبابك…باباك دلوقتي كويس…. روح يا حبيبي رفه عن نفسك….” أنا وقد نظرت في عينيها وقد بدأ شعوري الدفين تجاهها والذي كان ينمو في خلسة مني يتسرب على لساني وينبلج في مشاعري:” بس… بس أنا عاوز أبقا جنبك ماما … انت ممكن تحتاجيني في أي وقت….” والدتي:” صحيح… بس النادي مش بعيد عن هنا….” أنا :” لا لا … أنا قاعد معكي….”. والدتي متعاطفة ووجهها يضج بالحيوية التي لا أعرف سرها إلى الآن:” أوه حبيبي فريد…. أنت نور عيني… يا ريتني خلفتلك أخ أو أخت … كل الحمل ده شايله لوحدك يا روحي….” أنا:” عادي يا حبيبتي… ده نصيبيي… وانت حبيبتي وبابا حبيبي… وده دوري…..”. نظرة فخر طويلة شعّت من عينيّ والدتي الصغيرة كدت أقبل زرقة عينيها النادرة لأجلها. نعم، فسر من أسرار جمال والدتي التي تكبرني بأقل من نصف عمرها كون عيناها زرقاوين كزرقة مياه البحر في وجه أبيض باحمرار ووجنتين أسليتين رقيقتين وأنف صغير يجلله إذا ما الريح هبت شعر أسود يميل إلى البني في بانوراما جمال خلاب في جسد ممشوق فرنسي القوام وكأنها ذات أصول فرنسية. و لا عجب فوالدتي من المنصورة وقد وطأها الفرنسيون!
إذن كنت أعمل وكنت أساعد في عمل البيت وكنت أدرس كذلك. خلال تلك الفترة العصيبة ازددت قرباً من والدتي الصغيرة التي كنت موضع فخارها وابنها المدلل المحبوب. طالما كانت تقبل جبهتي ذهاباً إلى جامعتي وإياباً من عملي مساءً. وطالما كانت تؤم غرفة نومي صباحاً وتتسلسل إلى جانبي وتجلس على حافة السرير لأشعر بأصابعها الرقيقة تمشط شعري السائح لتوقظني وهو ما كان غالباً تتبعه قبلة على خدي. تتابعت الشهور وانقضت سني دراستي وعملت بشركة تصنيع إطارات السيارات كمبتدئ تحت الاختبار ثم تم تثبيتي ليزيد راتبي قليلاً. ها قد خلصت من جهد الدراسة ولكن قررت أن أجهد قليلاً قبل أن أنتقل للعمل في القاهرة. لقد فرغت لنفسي وفرغت لخيالاتي الناجمة هن الكبت الجنسي الشديد في شبابي الباكر والتي كانت والدتي الصغيرة لا تزال محورها! لقد نضجت في كل شيئ إلا تعلقي بوالدتي. ولكن ليس كأيّ تعلق! كانت الشهور تمر عليّ وأنا لم ألمس امرأة قط وازداد توتري الجنسي ولم يكن من المناسب أن أتحدث عن زواج أو خطبة ووالدي وحالنا هكذا بائس.أعتقد أن والدي ووالدتي لم يرغبا في أن أتزوج ليس أنانية بقدر ما هو خوفاً أن أنركهما بمفردهما. ذات صباح يوم من أيام السبت كان والدي قد خرجا يتمشى قليلاً وكنت في غرفة الصالون أشاهد أخبار الصباح وإذا بوالدتي الصغيرة تأتي حاملة كوبين من الشاي لي ولها. جلست إلى جواري ترشف من كوبها لأحس براحة فقط لوجودها قربي.
كانت على الشاشة أخبار جريمة قتل لأسباب جنسية فقالت والدتي:” الولد ده المفروض يتعدم…” أصدرت حكمها سريعاً فراجعتها:” ماما لا لا.. هو لسة متهم مش مجرم…”. فأردفت وعيناها على الشاشة:” عارفة عارفة … بس أكيد هو….” لسبب ما تعاطفت مع الشاب صحب الكبت الجنسي مثيلي وقلت مدافعاً:” يمكن عمل كدا بسبب الكبت ….” فحولت عينيها تجاهي لألقي بعينيّ أرضاً وكأننا تفاهمنا. سادت لحظة صمت أضاعتها القطة بوسي بموائها ليأخذ حديثنا مجرى درامي بسؤالها:” ماما… في سؤال على بالي… ممكن…” والدتي الصغيرة:” أسأل يا حبيبي…” فعلقت:” ماما… دا سؤال خاص بيكي…. خاص جداً…” والدتي الصغيرة وقد أبرقت عيناها:” مفيش مشكلة حبيبي أسأل … أنا مبخبيش عنك حاجة….” . فقلت:” ماما هو بابا عامل ايه….؟” أحسست أن علامة التعجب ارتسمت على زمة شفتيها وعينيه وقالت:” ايه الخاص في ده؟! ما انت عارف ومعانا دايماً!” فقلت:” مش قصدي كدا….” فسألت باستغراب:” أمال ايه….؟!” . فقلت متردداً:” قصدي… هو عامل ايه.. في … ف …. ال سرير؟” واقتضبت سؤالي لإحساسي بمدى حمقي! بالطبع لم تجب والدتي الصغيرة و سقط في يدها وكأنّ لسانها قد انعقد. أحسست بكوني أخرق فأسرعت:” ماما… متفهمنيش غلط…..” . نظرت إلي باستغراب وقد اختلطت مشاعرها وارتسمت فوق محياها . قلت:” انا بس كنت عاوز اعرف ان كان بابا نشاطه زي ما هو بعد تعبه… بس هو كدا… آسف لو ضايقتك…”.زال توتر والدتي الصغيرة قليلاً وقالت بخجل:” فريد حبيبي… مفيش حاجة…” . فقلت مستوضحاً:” يعني ايه؟” فقالت:” مش عارفة أوضح ازاي….”. اعتذرت لها فقالت سريعاً:” لا حبيبي متعتذرش… انت بتطمن … عموماً أنا كان نفسي أكلم مع حد …. بس…. “ وتلعثمت وطأطأت رأسها. قلت:” احكيلي ماما… اعتبريني صحاب….” قالت والدتي بتأثر:” فريد … باباك مش قادر على أي حاجة حبيبي بعد الأزمة دي…” ثم أردفت” صحيح .. أنا حاولت بس مفيش فايدة… خالص…. أكيد فاهم…” فأومأت لها بالإيجاب ولم أجد بداً من سؤلها:” طيب وازاي…. قصدي… “ فقاطعتني مختصرة على وعليها الحرج:” لما يبقى خلاص….. بتصرف بنفسي….” . يتبع……