دخل عليها طارق زوجها فاستقبلته بعبوس غريب لم يعهده! فتحت له بابا شقتها و استدبرته لعلها يسألها عن سبب سلوكها! لم يسألها و دخل رأساً إلى غرفة نومه يخلع رابطة عنقه! فارت الدماء برأس ليلى و هرولت إليه تصرخ فيه سائلة: طارق… التفت إليها ولم يجب. سألتها زاعقة: مش بسألك…؟! أجابها: مالك مبوزة.. ما أنا سألتك و أنا داخل مردتيش….تعلقت عيناها بعينه و دمعت سائلة: هو انت فعلاً أجوزت عليا..؟! أدار لها ظهره فأمسكت بزراعه صارخة: و كمان واحدة قد بناتك يا طارق… انفعلا الزوج و بدلاً من أن يكمل إحلال رابطة عنقه لفها مجددا زاعقاً فيها و متبرماً: أنت بجد مش تنطاقي…أوووف… ثم حمل جاكيتته على يده صائحاً: سبلك الجمل بما حمل… تهلكت ليلى ابنة السابعة و الثلاثين عاما على قدميها فوق سريرها باكية!! غدر بها زوجها بعد ستة عشر عاما قضتها بخدمته و خدمة ابنته و وابنه و لمتعته هو نفسه! تركها زوجها تغلي و راح يستمتع و ينيك زوجته الشابة فتقرر ليلى أن تسلم كسها الملتاع لأول شاب يلتقيها و تنتقم و تستمتع هي الأخرى و البادي أظلم!!
نعم هجرها زوجها, هجر طارق الخمسيني زوجته و فجعها بخبر زواجه بشابة عمرها العشرين ربيعاً! نعم هو مدير بشركة حكومية و مستقبله مضمون وهو خمسيني كهل غير أنه بنشاطه فلما لا تقبل به شابة جامعية وتكون زوجة ثانية؟! بكت ليلى حظها العاثر و ندبته! أيام قاربت الأسبوع و زرا طارق زوجته فاستقبلته مطيعة تتود إليه و تسأله: طارق …أنت نسيت حبي…ممكن تقولي سبب منطقي عشان تتجوز عليا واحدة من دور بنتك! التفت إليها ببرود ،وقال: أبداً…بس عشان أكسر الملل… دمعت عيناها وبكت ليلى كسيرة الخاطر !! جرح زوجها كرامتها وهي التي أحبته و أحبها منذ سنين!! لم يلقي زوجها بالاً غلى رقيق مشاعرها فتركها إلى حيث شقة يستمتع و ينيك زوجته الشابة الجديدة في شقة فسيحة قد اشتراها باسمها!! هكذا علمت ليلى من مصادرها الخاصة. مضت الأيام دون أن يهتم زوجها طارق بها وتركها هي و ابنها و ابنتها وهي تضرب أخماس لأسداس !! حارت في أن تجد مبرراً كافياً لهجرانه لها و زواجه من هذه الشابة! فهي لم تقصر في حق زوجها و لا حق بيته ؛ بل هي قد كرست وقتها وجهدها للمحافظه على بيتها الذي هدمه زوجها الغبي الشهواني المستهتر! لم تتحمل ليلى هجران وجها لها و كسها الملتاع قد اوجعها بشدة!! حقها الطبيعي وهو قد تركها كالمعلقة يرسل لها كل شهر مصاريف أولاده و مصاريفها دون ان يزورها هو اللهم إلا لماماً مرة كل شهر أو شهرين فيضي ساعة و يمضي لحاله!
ذات ليلة وفي إحدى نادر زياراته , جلست ليلى إلى طارق و طلبت منه أن يعدل بينها وبين زوجته الشابة الجديدة وأن أبنائه المراهقين لا زالوا بحاجة له ولرعايته. ثار بوجهها غاضباً يحذرها من إسداء النصح له ؛ فهو الرجل الحاكم الآمر الناهي في بيتيه!! كان أحياناً يجيبها ببرود و أحايين أخرى ينفعل و يغضب! طلبت منه الطلاق فأبى فقررت ليلى أن تنتقم و تسلم كسها الملتاع لأول شاب يعترض طريقها!! نعم, المرأة تفعل ذلك و أكثر!! لم تلتفت لأبنتها المراهقة ولا لإبنها المراهق كثيراً تطبيقاً للبيت القائل: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فإن شيمة أهل البيت الرقص! و فيمها ليلى حائرة شاردة تفكر في حالها زارتها إحدى صديقاتها و رأت ما آلت إليه أحوالها! نصحتها بأن تعيش حياتها وتنسى زوجها الشهواني الغبي!!نصحتها بان تتركه لزوجته الشابة أن تعيش حياتها مع شخص يقدر قيمتها! استبعدت ليلى ذلك كل البعد في البداية اعترضت مغضبة لتمر الأيام عليها بطيئة ثقيلة و كأنها معلقة بقدم سلحفاة عرجاء!! بينما هي كذلك إذ دق هاتف المنزل الأرضي فإذا على الطرف الآخر صاحبتها نورة تدعوها لحضور حفل خطبة ابنة اختها. كانت ليلى لتعتذر لولا إصرار صاحبتها , فحضرت الحفل! كانت القاعة تعج بالحضور بين الشباب و الشابات! تأنقت ليلى و بدت جميلة أنثى رقيقة بضة الجسد كأنها ابنة العشرين ربيعا! همت لتلقي بتحية الوداع إلى العروس لولا أن صاحبتها ضغطت عليها لتبقى حتى نهاية الحفل. ظلت ليلى حتى عرفتها صاحبتها على أحد الشباب خلال تلك حفل الخطبة. كان الشاب هاني يصغرها عمراً غير أنه راقها لوسامته الشديدة! في البداية, كانت علاقة ليلى بذلك الشاب مجرد أتصالات هاتفية وهي التي أستطاع فيها أن يسلب عقلها برقة ألفاظه و التغزل في حسنها!! يبدو أن الشاب طرق الوتر الأكثر حساسية لدى ليلى وهي أنوثتها!! أعاد إليها أنوثتها التي اهدرها زوجها الذي هجرها ليستمتع و ينيك زوجته الشابة. شغلها به بعد أن كان فكرها منصباً حوالين زوجها الذي هجرها. كانت ليلى تشكو له حالها مع زوجها وكان هاني يتظهر لها الرثاء لحالها و انها لا تستأهل ذلك منه. …يتبع.…