انتهى أول لقاء لي مع وداد بقبلة طبعتها فوق شفتي ثم أوصلتها إلى شقتها الفارهة في حي راقي من أحياء القاهرة على أمل أن توافيني كلما فرغت. غابت عني أيام عدة ولم تأتيني يوم الخميس كما اتفقنا فاتصلت بها فعذرتها لأنها مصابة بنزلة برد فكان أن زرتها في شقتها هنالك. رحبت وقالت: اعتبر البيت بيتك…تشرب أيه…شمبانيا ولا وسكي…عندي فودكا…أنا ضاحكاً: لا..شاي…ابتسمت وداد وقالت مداعبة: طيب روح أعمل لنفسك…نهضت بالفعل فصرخت: انت صدقت..لا انا اللي هاعمل…أنا: لا خلاص…انتي تعبانة..أنا هاعملك سحلب وهاعلم لنفسي شاي…لم انتظر ردها لعلمي أن السحلب مفيد لنزلات البرد ولم اغب سوى عشر دقائق عدت على أثرها وسألتها: أحكيلي بقا عن مرحلة الجامعة… قالت وداد بجدية: مرحلة الجامعة دي كانت مرحلة مهمة هي اللي غيرتني.هاحكيلك فيها عن الش شفته من بنات الجامعة المزز وصاحبتي الأنتيم سميرة زي ما هتعرف… المرحلة دي …فيها تفاصيل كتير مبقتش فاكرة منها حاجة…انا: حاولي تفتكري…على قد ما تقدري…جالي تنسيقي في القاهرة كلية آداب جامعة القاهرة…بابا مكنش عاوز يوديني هناك اتحايلت عليه وفي اﻵخر وصاني أخد بالي من نفسي…
طبعاً أنا قلتلك أنا بابا كان مجوز بعد وفاة والدتي ومفيش غير أختي الكبيرة اللي كانت متجوزة و أخويا الصغير من بابا…المهم رحت القاهرة و هناك اكتشفت حاجات مكنتش موجودة في عالم القرية بتاعتي… يعني بنات الجامعة من الفرقة الأول و التانية كانوا متحررين جداً في اللبس و التعامل و الكلام.. كنتي حاسة أني غريبة وسطهم..يعني مع أني جميلة إل انيي كنت حاسة أني عادية جداً وسط بنات الجامعة المزز و خاصةصاحبتي الأنتيم سميرة اللي كانت طول بعرض بجمال بس بشرتها كانت خمرية…مجتمع المدينة أكيد غير مجتمع القرية… هنالك اتعرفت على سميرة اللي كانت عايدة السنة وهي بنت مرتاحة مادياً عرفت اني من نفس المركز فبقت صاحبتي…لزقت فيها لأنها خبرة الحقيقة ..أنا بصراحة كنت خايفة لاني في عمري ما عتبت القاهرة..عارف كأني لسة خارجة من بطن أمي…شباب كتير وبنات أكتر أشكال و ألوان وأفكار جديدة …حسيت أني دوخت وعشان كدا كانت سميرة هي الملاذ بالنسية ليا…ولأن سميرة عادت فمكنش ينفع تقعد في المدينة الجامعية فقررت أنها تاخد سكن على حسابها يعني شقة محندقة…
عرضت سميرة عليا الموضوع بس أنا مكنتش مستوعبة ففهمتني الدنيا فيها أيه و أني مش هاعرف أعيش بحريتي في المدينة الجامعية لأن الدخول بمواعيد أوله الساعة سبعة الصبح و أخرنا ستة بالليل يعني خنقة…حبيت الفكرة بس الشقة كانت غالية و كنت المفروض ادفع النص بس سميرة لما عرفت أني مترددة عشان كدا أعفتني من الدفع واني كفاية أني أونسها…رفضت في الأول فقالتلي لو عايزة تشاركي يعني تبقى ساعدينا في مصاريف الأكل وكدا…طبعاً حسيت سميرة ملاك نزلي من السما ملاك الرحمة زي ما بيقولوا لأني كنت تايهة في المولد دا من يومها و أنا اعتبرتها صاحبتي الانتيم…خلصت معايا كل الورق و قدرت تنقلني معاها… في أول شهر في الجامعة قدرت اكتشف عالم البنات…كانوا متقسمين لتلات فرق يعني فيه بنات ملتزمة يعني جم بس عشان الدراسة وكانوا معظمهم زيي أنا يعني المستجدات…وفيه بنات جم عشان يشعيشوا حياتهم بالطول و العرض ويتخلصوا من مراقبة الأهل وكمان يدرسوا ..وفيه بنات جم عشان بس يبقوا جامعيات ويصطادوا عرسان…بنات الجامعة المزز مكنوش كلهم حاجة واحدة..اما صاحبتي الأنتيم سميرة كانت من النوع التاني..يعني تعيش حياتها وتدرس بس الظاهر انها عاشت حياتها بما فيه الكفاية فدبلرت…في الدفعة بتاعتنا كانت سميرة هي ألاشيك فكانت تعتني بنفسها وملابسها من بناطيل جينز ضيقة ملزقة محزقة فوق هانشها و وفخادها وتلبس بوديهات تبين صدرها الكبير وكانت متبرجة..انا بقا كنت عادية يعني جيبات وبلوزات يعني ملابس بنت عادية مع أن سميرة كانت بتقولي أني من أجمل بنات الجامعة…في الفترة دي عرفت أن سميرة مصاحبة شاب من برا الجامعة و الظاهر أنه كان اكبر منها يعني كان بيدرس و هو دلوقتي شغال..كان يقابلها وعرفتني عليه شاب شيك مهندم مرة أخدها وخرجوا سوا وقالتلي سميرة أروح معاهم بس انا فضلت أبقى في الشقة عشان اذاكر…سألتها: مقولتليش كنت قسم أيه؟! قالت وداد: قسم آثار…نفس قسم سميرة…كنت دايماً لما أعوز حاجة باخد سميرة ونخرج سوا طبعاً لأنها أكثر خبرة مني وعارفة المنطقة..في مرة نزلنا سوا عشان نتشري حاجت الاكل ونشوز لوازم الحمام منت كريمات و شامبوهات فرحنا متجر كبير كانت سميرة تعرفه…سوبر ماركت مشهور…هناك بقا قابلت سميرة صاحبها فطلبت مني أن أركب معاهم عربيته فرفضت فمشيت وسابتني اتسوق وأرجع الشقة..هناك عجبتين طيارة بالريموت..لعبة كنت عاوزة اشتريها لبنت أختي… شابة هناك حطيتها في كسية وقالتلي على سعرها بس مكنش معاية كفاية! قلتلها أني معرفة سميرة واني ممكن تاخد نص المبلغ لحد بكرة رفضت..هنا ادخل شاب وسيم اسمر كان قاعد على مكتب قدام شاشة تليفزيون ابتسم ليا وسألني عن طلباتي!