الأم انفصلت عن الأب منذ سنين و تزوجت من ملازم في الشرطة. اختارت هند أن تعيش مع أمها و زوجها بعد أن تزوج الأب على أمها. الأخوال أناس سيئو السمعة , بلطجية, تجار حشيش. البنت فتاة مصرية جامعية تبارك من صور من جمال القد و و نضارة الوجه و غضاضة البدن! كثر عشاقها إلا أنهم لم يجترئوا على قرع باب بيت زوج أمها خاطبين! فمن يخطب فتاة أمها مطلقة من أبيها و تعيش مع زوج أمها وهي جميلة جمال لا يوصف! من يقرب من فتاة مصرية جامعية تدرس في جامعة الإسكندرية كلية اﻵداب و تعيش في شقة بالإيجار مع زميلاتها المغتربات! فهي مظنة قلة الأدب و العهر و الشرمطة في غياب رقابة الأم و الأب و سوء أخلاق الأخوال! غير ان هند كانت تناقض التوقعات في بلدها طنطا. أحبت كثيراً و خدعت كثيراً غير أنها كانت تحافظ! حتى وهي مغتربة كانت تنفر من سلوك زميلاتها وكانت تحافظ على حبيبها! إلا أنه بالأمس صدمها وقد طلبته: محمود يا حبيبي..مش خلاص خلصت جيش من سنة وانت عندك شقتك…ببرود أجابها: حبيبتي اصبري شوية…طفح بها الكيل من التسويف غير المبرر: اصبر ايه تاني..أنا زهقت….لو عاوزني تيجي تطلبني رسمي …..تهكم محمود قائلاً: أطلبك من مين يا ترى؟! كان يلمح إلى أخوالها أو زوج أمها. اندهشت هند واستفهمت: قصدك أيه تطلبني من مين؟! صمت محمود برهة ثم فاجئها: يعني من جوز امك اللي مش محترم ولا من الست والدتك ولا… قاطعته هند صارخة: بس..بس…أنت انسان مش محترم…
أغلقت هند هاتفها وهي تدمع دموعاً حرى وصراع يعتمل في داخلها: ما ذنبها أن أمها مطلقة؟! ما جريرتها أن أمها متزوجة من ملازم سيئ السمعة؟! ما ذنبها أن أخوالها سيئو السمعة بلطجية يتجرون في الحشيش و يدخنونه؟! هي فتاة مصرية جامعية شديدة الحسن يتهافت حولها شبابا جامعتها فتردهم بلباقة و ذوق تبغي العلاقة المشروعة! تريد أن تحب فترتبط و تخطب وتلبس دبلة وتنتهي علاقتها إلى زواج. إلا أن مجتمعها الصغير أبى عليها ذلك؛ فجعلوها عاهرة حقيقة و مجازاً فتحولت هند و قد يئست منهم من كامل الاحترام إلى كامل العهر و الشرمطة طالما أن الأمر سيّان! فا هو طارق زميلها لجامعي الشاب الوسيم الظريف الفارع الطول الممشوق القوام يحاول معها وهي ترده بلطافة كالبلسم لا تجرح كبرياء و لا تخدش كرامة! تودد إليها كثيراً , مرة و مرة و مرة!
في يوم وجدها جالسة إلى طاولة في كافتيريا الكلية فاستأذن منها أن يجلس فأذنت له. جلس وابتسم قائلاً: ممكن أصارحك؟! رفعت رأسها مبتسمة وعلى وجهها مسحة حزن: قول..سامعاك…اقترب برأسه وقال: من كام يوم مش عاجباني..سارحة…ومش في الموود خالص…تنهدت هند و أرخت الشالميوه من شفتيها الكرز وهمست: شوية مشاكل في البلد…بادرها طارق ممسكاً بيدها: لو أقدر أحلها قولي..أنت عارفة أني بح….ثم التقت أعينهما و بلطف سحبت هند كفها خجلة ثم صمتت وطارق يحدق في وجهها فأطرقت برموشها الطويلة! صمتت فقال طارق: عارفة أني بحيك…و بحيك أوي…نظرت هند غليه و تنهدت ثم همست متهكمة: وهتحبني لحد أمتى يا طارق! حدجها طارق غاضباً وقال: لحد أمتى! ده سؤال برده! بعد إذنك… ونهض منصرفاً ليدع هند تلوم نفسها! فطارق لا يعلم خلفية حياتها ولا كامل تفاصيلها! هي كذلك قرعت نفسها على تعاملها الجاف مع ذلك الشاب الوسيم القسيم الذي ما فتئ يخطب ودها! لماذا لا تحيا كما تحيا الأخريات من زميلاتها؟! لماذا لا تستمتع بحب طارق طالما أن كل من احبها في طنطا توقف عند طرق باب بيتها ليطلبها رسمياً وقد جعلوها عاهرة! فها هي في الفرقة الثالثة ولم تجرب طعم القبلة! أسلسلت هند قيادها لطارق الذي راح يشبع عاطفتها المتشوقة إلى الحب وجسدها المتحرق إلى اللمس فراحت بذلك تنتقل من الاحترام إلى كامل العهر و الشرمطة رويداً رويداً! طارق شاب جنتل ذوق ووسيم وجريئ. لم يبخل على هند بشيء؛ منحها الحب و العاطفة و الدفئ و الحنان. كان يشبعها هدايا و عرفها على جدته لامه الذي كان يعيش معها إذ أمه متوفاة و والده متزوج من أخرى. كان طارق يسكن مع جدته التي كانت تمتلك محلاً كبيراً لبيع الطيور و الدواجن فتظل حتى المساء خارج البيت تباشر العمال القائمين على المحل. ذات ظهيرة طلب طارق من هند الذهب معه إلى البيت إلا أن هند رفضت؛ فهي فتاة مصرية خافت على نفسها من الخطأ و إن كانت تتشوق إلى فعله! مرت الأيام و طارق يطالبها بالانفراد ببعضهما في بيته و كان الاحترام يتفلت شيئاً فشيئاً مع الأيام حتى ذهب كله! ذهبت معه إلى بيته و جلسا يشاهدان التلفاز ثم نظر إليها بعين الشهوة وهمس: نفسي أحضنك… ابتسمت و صمتت بخجل فنهض إليها و أوقفها من يدها!…يتبع..