دعاها إلى كافيه الريفيرا كي يتكاشفا , كي يتصارحا , كي يلقي كل منهما بما يحمله من حقيقة حبه للطرف اﻵخر. جلست منى قبالة زين وقد زاد جمالها دمه غلياناً! تلك العيون السود النجل و تلك الحواجب الرقيقة و ذلك الوجه النضر الأبيض و ذلك القوام البض الممتلئ أنوثة أقام قيامته بداخله! جلس و طلب لها عصير البرتقال التي تهواه و طلب لنفسه قهوة زيادة وهمس: و بعدين يا منى…عاوزك تكوني ليا لوحدي… أشاحت بوجهها عنه برهة ثم ألقت بعينها إليه: زين…أنا كمان كنت عاوزاك ليا..ثم زمت شفتيها المتوردتين و أشاحت بوجهها تارة أخر ثم انفجرت: بس انت طلعت بتاع نسوان… و اعترفت بعضمة لسانك…تقلي بتحبني و تنام مع غيري…توفزت أعصاب زين وشرع يدافع عن نفسه: طيب ما انت برده قلتيلي…قلتيلي أنك تعرفي رجالة و بتلاغي… لم تدعه يكمل فبدأت حديثها عالياً ثم خفضت صوتها لما اتجهت إليهما العيون فقالت: بس أنا في عمري ما حد لمسني…دي مصالح…أنا باستغلهم…ظروفي صعبة.. علاقتي بيهم غير علاقتي بيك… تنهد زين ضائقاً: بس مينفعش…أبداً ما أقبلش..لازم تكوني ليا لوحدي… خلينا ننسى الماضي و نتجوز زي ما كنا تفقنا… حينها راحت شرموطة متناكة هي منى عشيقته المتزوجة تساومه على أن يكفي الخرمين كسها و بقها فتنهدت و وعلقت عينيها بعينيه باسمة بشرمطة: طيب عندك استعداد… عنك استعداد تكفيني… حدق زين في وجهها وقال: يعني قصدك أيه يا مني! أفرض في يوم مبقتش قادر أكفيكي فوق و لا تحت….تقوم تروحي لغيري…
ثم تسللت من فوق المنضدة كفا زين لتمسك بكفي منى ليهمس برومانسية: أوعديني أنك تقطعي كل علاقاتك اللي فاتت و تبطلي بقا يا منى…. بلطف سحبت منى كفيها من كفي زين و كأنما تفلت بإيفائها وعده وهمست: مقدرش…مقدرش يا زين…دا عملية ابني اللي أتكلفت خمساتشر ألف جنيه دفعهمولي يسري…دا تمن الش….لم يدعها تكمل و نهض زين منفعلاً: لو هنكمل مع بعض…لازم تنسي كل ماضيك اللي فات…أنا مش هأقبل أكون معرس و خصوصاً..خصوصاً أني حبيتك…. ثم تركها و غادر بعد أن ترك حساب المشروبين! غادرها ليدخل زين في صراع رهيب لم يخبره من قبل طوال أعوامه الستة و الثلاثين الماضية! صراع بين تعلقه بها و بين كرامته! يريدها له خالصة مخلصة روحاً و جسداً و يغار عليها وهي تريده جسداً فقط يشبعها جنسياً على أن تبقي على علاقاتها الاستغلالية التي توظف فيها الحب و الغرام و المراسلات الغرامية ولا مانع من قبلة من أجل المال! هي تريده حامياً لها , بديلاً عن زوجها شرابة الخرج الذي لا يكفي الخرمين كسها و بقها بتعبيرها هي نفسها!
تبدأ قصة زين, المتزوج القاطن مدينة الإسكندرية , الحضرة الجديدة, ولديه طفلتين لم تكمل كبرتهما التاسعة و الذي يعمل محاسب في شركة خاصة و بالكاد راتبه يكفيه لدرجة أن زوجته تعمل لتعينه, من ثلاث سنوات مضت حين لفت انتباه منى. كانت منى تراه و تستغرب! فهي تراه كل يوم في الثامنة صباحاً يسير على قدميه شاباً ثلاثينياً عريض المنكبين جميل الوجه حنطي البشرة عظيم البدن قويه , من البيت الذي يسكنه في الحضرة الجديدة و ذلك إلى منطقة عمله حيث مقر الشركة العامل به! كانت تشاهده وهو لا يدري أنها ترصده بعينها و أنه شغلها و أثار أنتباهها؛ فهو جارها في المنطقة و لا تبعد عن مسكنه في نفس الشارع بفارق ثلاث بيوت! عرفته فراحت تتبعه بعينها حتى علمت مقر عمله. علمت أنه يعمل بالقرب منها؛ فهي تعمل بالأكاديمية البحرية جرسونة لتكفي حاجة ابنيها؛ فزوجها محششاتي لا يفيق و لا يكفي خرميها كسها و بقها فهي تسعى لإشباع تلك الحاجتين التي تقضان مضجعها! كذلك زين يعمل بتلك الشركة إلى جوارها. أحبت أن تلفت نظره لها فكانت تتمشى أحياناً إلى مقر عملها! رآها زين و لم يلق إليها بالاً ! هو لم يكن يعلم أنها نصبت أحبولتها لتوقعه! زين كان صيدها تلك المرة. كانت منى تغادر الأكاديمية الثانية ظهراً فكانت بدلاً من أتصعد إلى ميكروباص من أمامها كانت تسير حتى تقف على الرصيف المقابل لمقر الشركة! تكرر ذلك غير مرة حتى لفتت انتباه زين و اعتقد أنه شاهدها بمنطقة سكنه!! تلقف الصيد الطعم الذي اعد له من قبل! ثم التقت أعينهما فابتسمت له و رد لها ألابتسامه بأحسن منها! ثم نطق فحياها: مساء الخير…ازيك… فابتسمت له وردت: مساء النور…ثم استفهم: هو أنت ساكنة عندنا في الحضرة…ردت مبتسمة: آه في الحضرة…ممكن بلاش الكلام هنا عشان الموظفين لسة خارجين…قال زين ينتهز الفرصة: طيب ممكن نتكلم في الشارع الجانبي … وانسحبا إلى حيث لا رقيب.. استغرب زين: بس انا مكنتش بشوفك أوي…قالت باسمة : أنا كنت باشوفك, كل يوم بتمشي وبقول في نفسي ايه ده هو مش معاه نص جنيه يركب بيه…كنت ادهولك أنا..هههه.. ضحك زين وقال: لا أنا أصلي بحب المشي و بعدين المسافة زي ما انت شايفة…ممكن رقم التليفون….تهللت أسارير منى لوقوع الصيد في شرك كسها !…يتبع….