صديقتي المعجبة الجميلة , عرفتها منذ أشهر , كنت قد رأيتها في محطة الحافلات لأول مرة.. بقيت أنظر إيها دونما انقطاع , تمالكني شعور كبير , و كأني أحببتها.. ربما لأنها من النوع الذي أحبذه في الفتاة كيف تكون.. الشعر الكثيف المنسدل على الكتفين , الخصر نحيف و البطن ضامر جدا , طويلة و رشيقة و متباعدة القوام. الصدر ضعيف , برز من وسطه البزاز المملوء.. طيزها طري , طراوة فاضت على الفخذين من الخلف.. بقيت أنظر في هيام.. أحسّت الفتاة بأن عيناي تسترق من جسدها اليافع نظرات الإعجاب الحارق.. كنت و اقفا جنبها على بعد خمسة أمتار.. كأنها شعرت بوهج جسدي المشتعل بسببها.. أمالت وجهها الصبوح نحوي , بادلتني بعينيها نظرات ممزوجة بين التّيه و الحزن..فإزداد خفقان قلبي و إرتجّ بقوة.. أيّ إعجاب هذا يشعرني بشيئين متطابقين , الأول يشعرني بحرقة الجسد و التّلذّذ و الثاني بلوعة القلب و الإنسياب؟ أتت الحافلة , هرول الركاب نحو بابها يتزاحمون و يتدافعون. يتسابقون الجلوس على الكراسي القليلة. تزاحمت مع المتزاحمين.. و نزعت لنفسي مكان للجلوس.. كان آخر الركاب الذين صعدوا هي الفتاة.. بقيت واقفة , تمسك بقبضة يديها الرقيقة القضبان. كانت تقف بجانبي , تفوح منها رائحة الياسمين.. وقفت من مكاني ثم همست ممسكا برقة على كتفها ” أجلسي” نظرت إليّ بتمعّن ثم جلست.. ثم وقفت بجانبها..مرّت الدقائق و أنا في مكاني متسمّر , نظرت إلى الأسفل بحذر فوقفت عيناي على بزازها المكشوف من تحت قمصانها الفضفاض.. إزداد شعوري بالإعجاب , أخذت أسترق النظرإلى بزازها البيضاء المتدلّية كعنقود من زجاج ناصع.. وقفت الفتاة من مكانها و قالت برقّة “عفوا.. سأنزل في المحطة التالية..” قلت مسرعا ” نعم.. بالتأكيد” تقدمت خطوات إلى الأمام, ثم تقدمت الفتاة نحو مقدّمة الحافلة و غابت في الزحام..
نزلت صديقتي المعجبة من الحافلة , فقررت حينئذ أن أنزل في نفس المحطة التي نزلت بها.. كنت أسير خلفها ببطىء , أرمق طراوة طيزها الذي يهتز..ثم قررت أن أناديها و أن أتحدث مهعا.. أسرعت أخطو نحوها خطوات سريعة فقلت ” يا آنسة” ثم كررت القول مجددّا لانها لم تكترث في أول الأمر “آنسة”.. استدارت و أخذت تنظر إليّ نظرات كأنها تقول “أنت؟” قلت لها “عفوا , لكن لم أنو مقاطعة سيرك.. كل ما في الأمر أني أردت معرفة اسمك” فقاطعتني “تريد معرفة اسمي !” فقلت في تأكيد ” نعم.. أجل” فقالت مراوغة ” ولما؟” سكت لوهلة ثم امتلكني شعور كبير بالحماسة و قلت ” لأنني أشعر أني معجب بك .. كثيرا” انفجرت الفتاة بالضحك.. أي وجه هذا الذي يختلط فيه الحزن بالفرح! قلت لها مستغربا ” و هل في دلك سبب ما؟” نظرت إلي نظرات متأسفة حينما رأت الجد في ارتسامات وجهي وقالت ” عفوا ولكن..كنت أبحث عن سبب إعجابك نحوي..” فقلت لها ” لن تعرفي الأسباب , فالعين حينما تعجب لا تبحث عن سبب معين” استمعت إلى كلامي الفلسفي بتمعن و ظلت تتفحّص أفكاري بعمق..قاطعتني قائلة ” حسنا , أنا أعجبت بك أيضا” فقلت لها ” حقا؟” فقالت “نعم” منذ أن رأيتك تنتظر الحافلة و خصوصا حينما منحت لي مكانك في الحافلة” فقلت في سرور ” إذن نحن معجبون ببعض” احمر وجه الفتاة و ظلت تنظر عيناي بعطف , أسرعت القول ” هلاّ نمشي..” فقالت أجل , بالطبع
ظللنا نسير و نتحدث دونما توقف , فقالت الفتاة ” هلا نجلس ..تعبت من السير” فقلت لها ” مارأيك أن ندخل الكلية ؟” فقالت بالطبع أجل” سرنا نحو الكلية , و اتجهنا نحو أقسامها .. صعدنا نحو الطابق العلوي حيث تكون معظم الأقسام خالية.. بقينا ننظر في الإتجاهين يمين و يسار علّنا نظفر بقسم خال من الطلبة.. و أخيرا و ليس آخرا وجدنا قسم خال و أكثر ما يميّزه أن نوافذه قد طُليت بطلاء عازل للضوء.. دخلنا القسم المظلم نوعا ما.. جلست على الطاولة الأمامية حذو الباب الذي أغلقته بقدمي ثم جلست هي على الكرسي المخصص للإستاذ.. بقيت أنظر إليها و هي تشدّ شعرها الطويل بيديها حتى بانت رقبتها البيضاء الرقيقة , فتعمّقت النظر إليها.. فنظرت إليّ و قالت “ما الذي يعجبك فيّ” ابتسمت و قلت ” الكثير.. عيناك , شفتاك , خصرك , قوامك.. كل شيء” فابتسمت و وقفت من على الكرسي و أخذت اصبع من الطبشور و أخذت تكتب اسمي على السبورة فأعجبني كثيرا ما فعلت صديقتي المعجبة للتوّ. قلت لها ” تعالي” نظرت إليّ ثم تقدمت بخطى بطيئة مددت كلى ذراعي و جذبتها نحو صدري الواسع.. و على الرغم من كون أني جالس على الطاولة و هي واقفة إلا أن مستوى تناسق جسدينا بدى متساو.. تلاصق بزازها المملوء بصدري , كانت رائحة الياسمين تملؤ أنفاسي , فسبح كفّ يدي على ظهرها من فوق قمصانها , فمدّت ذراعيها و احتضنت ظهري بقوّة.. لحظات من العناق الجميل انتهى بقبلات خفيفة جدا , بدت شفتاها الجافة تجذب شفتاي الغليضة برقّة .. فأحستت بضياعها و انسيابها.. كانت عيناها مغمضتين و هي لاتزال تمرّر لي القبلات