في اليوم التالي كانت هديل في القاعة تنتظر موعد بدء المحاضرة و كانت تجلس ايضاً في المقعد الخلفي , لقد كانت تحب الجلوس في الخلف, فـ جاء بهاء مبكراً و دخل الى القاعة و هو يلتفت و كأنه يبحث عن هديل , و عندما رآها توجّه الى مكانها و قال لها : صباح الخير … و جلس على المقعد الذي بجانبها ايضاً, و بدأ يفكر كيف سيفتح معها حديث …
فسألها عن حالها و عن محاضرة راحت عليه فـ طلب منها دفترها لينقل منها المحاضرة الذي غاب عنها , فأعطته هديل الدفتر و قلبها يخفق بشدة فرحاً لانه تكلم معها و يحاول التقرب اليها, اخذ بهاء الدفتر و راح ينقل ما فات عليه من محاضرات و يختلس النظر الى هديل بين الحين و الاخر و هي تبتسم له بكل خجل , و عندما انتهى شكرها على الدفتر , ثم دخل الدكتور الى القاعة لـ يبدأ المحاضرة .
و في منتصف المحاضرة وقع قلم هديل على الارض , فـ نزل بهاء لـ يأخذه بينما كانت قد نزلت هي ايضاً لـ تأخذه فوضع بهاء يده على يدها بدون قصد ,خجلت هديل من لمسة يده و شعرت حينها بشعور غريب في داخلها , لم تغضب ولم تصرخ في وجهه بل ازاحت يدها بكل نعومة وأخذت القلم و هي تبتسم و قلبها يخفق بشدة, كان بهاء مسروراً لانه استطاع اخيراً أن يلمس يدها التي طالما كان يحلم فقط بأن ينظر الى عينيها.
انتهت المحاضرة و كل واحد منهما ذهب الى المكان الذي يريده و انتهى اليوم و لا زالت هديل تفكر في لمسة بهاء لـ يدها و كانت فرحة جداً بتلك اللمسة و كانت تتمنى بأن ينعاد المشهد و أن تنعاد اللمسة مرة اخرى , و كان بهاء في تلك الليلة قد صمم ان يخبرها في اليوم التالي عن مشاعره تجاهها , بعد أن احس بها في ذلك اليوم شعر برجفة في داخله عندما لامست يه يدها الناعمة الجميلة .
في اليوم و بينما هو يمشي في الكلية رآى هديل جالسة وحدها على أحد المقاعد ,فـ توجه اليها ليكلمها و يصارحها بـ حبه لها , انتبهت هديل لـ بهاء و هو قادم لها فابتسمت له و رحبت به و قد طلب منها أن يجلس ليتكلم معها في موضوع , فسمحت له هديل بالجلوس و قد بدأ الارتباك على وجه بهاء لكنه تشجع و قال لها ببساطة : هديل انا بحبك, تفاجئت هديل و قد عم الصمت المكان , شعرت حينها هديل و كأن زنبورها قد وقف من سماع تلك الكلمة التي هزت كيانها , لقد كانت هديل فتاة ممحونة, فابتسمت لـ بهاء و قالت له: و انا كمان بحبك , قالتها و هي نتظر في عينيه بخجل , و قد فرح بهاء حينها و شعر بالسعادة و قال لها : بحبك كتير … شو رأيك تعطيني رقم تلفونك حتى نتحاكى اكتر بعد الجامعة ؟؟… لم ترفض هديل طلبه و اعطته رقمها و ذهبا الى المحاضرة مع بعضهم و جلسا كالمعتاد في المقاعد الخلفية و كانا ينظران الى بعضهما كل حين و يبتسمان لبعضهما و الفرحة تغمرهما و مشاعر الحب و الشوق تملأ عينيهما ,,, و عندما كانت هديل مندمجة في الاستماع للدكتور و هو يشرح المحاضرة وضع بهاء يده على يدها و هي تضعها على فخذها , فـ التمست هديل بعض الشيء مستغربة و متعجبة من فعلة بهاء لكنها ابتسمت له و غمزته بعينها ,
التكملة في الجزء الثالث