تمضي الأيام بصاحبنا حسن أبو علي سريعة ملئية بالأحداث المؤلمة و المفرحة من فقد والدته ثم فقد و الده بعدها بعام فلم يبق له من عائلته سوي شقيقته التي تقدم مصر و تغادرها مع زوجها و شقيقه حودة الذي تزوج ليتولى محلين الخردة و قد تركهما له صاحبنا. هو الآن في الثامنة و العشرين و قد و رث عن أبيه أرضاً في صعيد مصر فباعها و اقتسم الإرث هو و أخيه و شقيقته. أحب حسن أبو علي أن يستقل بحياته الخاصة فترك بيت العائلة وابتاع شقة في منطقة فيكتوريا . كذلك اقتسم حسن أبو علي مع شقيقه كامل الإرث من بيت العائلة و المحلين و أراد شقيقه أن يتنازل حسن أبو علي له عن المحلين بأن يصنع له توكيل عام في الشهر العقاري. و هنا تضع الصدفة في طريق صاحبنا موظفة محرومة من الجنس هي موظفة الشهر العقاري و يبدو لنا حسن أبو علي خبير يغازل النساء و باتي بهن إلي الفراش!
دخل مصلحة الشهر العقاري و فوجئ بالصراخ الموظفات بالمواطنين. و قف صاحبنا بالطابو ينتظر دوره و طال أنتظار الناس لتوقيع الست مني! انتظر حسن أبو علي حتي وصل أخيراً إلي مكتب الست مني راح صاحبنا يصعد نظراته في تلك السيدة العبوس التي لا تخلو من مسحة جمال! فالوجه خمري بملامح رقيقة و طرة الشعر السوداء تبدو من تحت الطرحة! وصل إليها لتصرخ فيه غاضبة: أيوه يا أستاذ …طلباتك…خير… ابتسم حسن أبو علي وقال: توكيل عام.. أمسكت بالبطاقة الشخصية ونادت علي الساعي غاضبة:أنا مش قلتلك الناس اللي من مناطق تانيه يروحوا أماكنهم….مخصوملك يومين… تمالك حسن أبو علي نفسه العصبية المزاج قليلاً وقال بصوت خفيض: مدام مني… عبست و تنمرت: فيه أيه يا استاز انا كلامي واضح… ابتسم ثم قال برقة: طيب ممكن حضرتك تسمعيلي …رقت الموظفة و استجابت: قول ..عاوز أيه… قال: معلش ..انا معرفش النظام عندكو ماشي ازاي…بس أنا مستعجل جداً عشان مسافر…و مش معقول الملامح الحلوة دي تكشر كده…… ابتسمت برقة و قالت: اقعد يا أستاذ…ثم طلبت له حاجة ساقعة و قد رأت عرقه يتصبب منه في ذلك الحر الشديد…كان حسن أبو علي خبير بالنساء و قد علم أنها سيدة محرومة من الكلمة الحلوة و محرومة من الجنس في ذات الوقت…
جلس حسن أبو علي أمام مني موظفة الشهر العقاري وهو يتأمل تلك الأنثي كيف تتقمص شخصية الرجال و تسحق أنوثتها! كان لطيفاً معها فقضت مع الساعي أوراقه فشكرها وقال: بصراحة شغلك صعب… التعامل مع الناس صعب.. ربنا .يكون في عونك… أكدت كلامه وقالت: الناس مش بترحم…هنا لو ما فتحتش للناس ممكن اروح بداهيه يا أستاذ حسن… راح يتجاذبا أطراف الحديث و أنهت له التوكيل و قالت مبتسمة برقة وهي تسلمه له: طبعا هتمشي ومحدش هيشوفك لان معاملتك خلصت… ابتسم لها صحبنا وقال: أزاي يا مدام… رقم مو بايلي اهو …و كذلك هي فتحت درج مكتبها و أسلمته بطاقة بها هاتفها الموبايل قائلة برقة: وأي خدمات تشرفنا هنا… كان حسن أبو علي خبير بالنساء يعرف كيف يغازل موظفة محرومة من الجنس مثل مني ففاز بها من أول لقاء! الواقع أن صاحبنا نسي أن يتصل بها كما وعدها ليأتيه في مساء اليوم الثالث من ذلك اللقاء رنين جرس هاتفه من رقم غريب! رفع موبايله علي أذنه وكان علي الخط انثي رقيقه تلقي تحية المساء: مساء الخير أستاذ حسن … سمع صاحبنا الصوت و تذكر تلك النبرة التي تبينها فأردفت هي قائلة: خلاص خلصت معاملتك ولا تعرفني…ضحك حسن أبو علي و راح يغازلها: مش معقول يا أستاذه مني…بس تعرفي صوتك في التليفون يسحر… ضحكت هكذا موظفة محرومة من الجنس: لأ.. انت باين عليك بكاش كبير… ضحك صاحبنا و أردف: أحنا خدامين السيادة يا مدام وما نقدرش نبكش علي واحده بشخصية و مركز حضرتك…غنجت و تدللت مني وقالت: خلاص خلاص أنا زعلانه…طالما مش هنشوفك تانى …قال صاحبنا: لا أبدا يا مدام… أنا تحت أمرك… طالت المكالمة حتي دارت حول الزواج و الخطوبة فبررت مني عدم زواجه بقولها: واحد زيك مؤكد عارف بنات جميلات مش هيفكر بالجواز…ضحك صاحبنا لمناغاة مني له و نبشه لأسراره الشخصية! أحس حسن أبو علي بانجذاب مني له و أنه عرف مفتاح شخصيتها وهي إشعاراها بكونها أنثي و بالاهتمام بها و ذلك فضلاً عن جاذبيته الخاصة عند النساء. و لكون حسن أبو خبير بالنساء فإنه أحس أنها ينقصها شيء وقد وجدته لديه و هي كونها محرومة من الجنس و من الاهتمام. كان الغد إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال فعرض عليها صاحبنا: أيه رأيك يا مدام مني أعزمك بكره عزومه ماحصلتش… زغرد قلب مني وهمست: وبعدين يا أستاذ حسن ..ممكن أخد علي كده… ضحك صاحبنا و غازلها قائلاً: لما الجمال ياخد علي كده يبقي بختي الحلو… ضحكت و قبلت و اتفقا علي اللقاء في مطعم مشهور بوسط الإسكندرية…