قبل أن أشغل تسجيل جلستي مع إسراء ضبطت المنبه على الساعة الخامسة صباح يوم الاثنين. كنت سأنضم إلى هشام في مطعمنا المفضل على الساعة السادسة مساءاً وابني كانت لديه تمرين سباحة بعد ذلك. والوقت الوحيد المتاح لدي لممارسة التمارين كان بزوغ الفجر. بينما أنا على جهاز المشيء نويت أن أختار بعض الأطباء الأخرين لأقترحهم على إسراء. كنت قد فقدت أي إحساس بالموضوعية الطبية معها. وكانت مسؤوليتي الأخلاقية والمهنية أن انسحب. كنت قلقة أيضاً من نفسي. جزء كبير من نجاحي يعود إلى انضباطي الذاتي، إلا أن أفكاري ورغباتي الآن تقترب من منطقة لا يمكنني السيطرة عليها. كنت خائفة؛ جزء كبير مني يحب هذه الأفكار. ومن دون أضع حداً لها فيمكن أن تدمر مسيرتي المهنية ومكانتي في المجتمع وإحساسي بنفسي وكل إنجازاتي. وصلت إلى المكتب مبكرة عدة دقائق وأنا أرتدي بذلة رسمية زرقاء. ومر اليوم على نحو جيد لكن مع اقتراب الساعة الرابعة عصراً بدأت توتري يزيد. لقد أحببت إسراء ونشأت بيننا علاقة حميمة على الفور. ولم أكن أريد أن أخذلها. وفي الساعة الرابعة عصراً رنت لي الممرضة لتعلمني بحضور إسراء. فتحت الباب لأرى الممرضتين اللتان تعملان لدي سعيدتان بحمل بوكيه ورد مزين برباطات حمراء كبيرة. شرحت لي إسراء. “بما أننا تأخرنا يوم الجمعة، فكرت في أن هاتين الجملتين بقيتا لوقت متأخر دون فعل شيء. وهذه الزهور تعبير عن إعتذاري وشكري.”
بدت إسراء امرأة مختلفة عن التي قابلتها يوم الجمعة. كانت تضع مكياجها وشعرها الذي كان مربوط خلف ظهرها خلال زيارتها الأخيرها أصبح الآن يسقط بحرية على كتفيها ويحبط بوجهها الجميل. كانت ترتدي حذاء طويل الرقبة إلى منتصف الساق مع كعب عالي وتنورة تصل إلى ركبتها وبلوزة واسعة مفتوح منها أول زرين ليظهر من تحتها تي شيرت أبيض. وأعتقد أنها لم تكن ترتدي حمالة صدر. دعوتها إلى مكتبي. وبمجرد أن أغلقت الباب حضنتني إسراء وقبلتني على خدي. وبزازها لمستني لتتأكد أفكاري بخصوص حمالة صدرها. تراجعت إلى الوراء قليلاً وأخذت يدي في يدها وأنسابت الكلمات منها.
“أمضيت أحلى عطلة نهاية أسبوع. كان هناك مجموعة من الزهور في إنتظاري عندما وصلت إلى المنزل مع رسالة من مالك لمقابلته في غرفة النوم. وأعتقد أنها أصبحت غرفة نومنا الآن. وكانت علاقة حميمة رائع. وعدني أن نحتفل بوقتنا بمفردنا بإن يقذف في داخلي في كل غرفة في المنزل. لم ننجح في ذلك لإنه منزل كبير لكنه حاول ذلك. وخلال الفواصل أخبرته عن جلستنا. وقال إنه يدعمنا في أي شيء أقرره. بسمة أعرف أنني لم ننهي أي شيء خلال جلستنا الأخيرة لكنك تعاملت معي باحترام. أتيت إليك وأنا أشعر بأني أم سيئة وتركتك وأنا أشعر أنني امرأة. امرأة لديها مشكلة لكنها ليست مجنونة أو منحرفة. أفهم أنني أحتاج لإيقاف ذلك مع ابني لكن لأول مرة منذ شهور أشعر أن أحسس بكراهية ذاتي يختفي.”
لم يكن هذا هو الوقت المناسب لأخبرها أنها تحتاج لرؤية معالج آخر. وضعت قائمة الأخصائيين النفسيين جانباً والتي كنت سأطلب منها أن تفكر فيها. سأعتمد على تدريبي وخبرتي وأكمل هذه الجلسة.”
“مالك سأل إذا كنت ستريدين رؤيته.”
فكرت في ذلك. من أجل أن أقيمها وأقيم علاقتها بشكل صحيح يقتضي العرف أن أتحدث إلى ابنها. وللقيام بذلك كليهما يحتاجان إلى التنازل عن حق السرية حتى يمكنني أن أتحدق مع كل منهما بحرية عما عرفته من الأخر. في جلسات العلاج الزوجية العادية يفترض أن التنازل عن السرية تم ويمكن أن يكون لفظي. لكن إسراء ومالك لم يكونا زوجين عاديين. يجب أن يكون هناك تنازل كتابي عن السرية. ومع ذلك أتوقع أن تكون هذه آخر جلسة لي معها. أعرف أنني أحتاج إلى أن أحولها إلى شخص آخر. قررت أن أجل مناقشة تحديد موعد مع ابنها حتى نهاية الجلسة.
“كان هذا في الواقع أحد الأمور التي كنت أنتوي أن أناقشها معك. سنأتي إلى ذلك لاحقاً.”
تركت يدي اليمنى. كانت ما تزال تمسك بيدي اليسرى بينما نسير نحو الأريكة. وكانت لغة جسدها وضمها على يدي تشير إلى أنها تتوقع مني أن أجلس على جوارها كما فعلت في نهاية جلستنا الأخيرة. كنت أنتوي أن أجلس في كرسيّ لكنني أدركت أنني كسرت قواعد التقارب الجسدي إلى غير رجعة. وأي محاولة لإعادة تأسيسها الآن ستكون مصطنعة. وستعطي إشارة بالرفض إلى إسراء والذي قد يعيق تقدمنا. جلست إلى جوارها. وتناقشنا في النقطتين الأوليتين اللتين تتطرق إليهما بحثي. كانت مدركة للخطر المتزايد لعيوب الخلقية في المواليد نتيجة أي علاقة حميمة مع ابنها وأكدت لي أنها تأخذ وسيلة لمنع الحمل. وتحدثت أيضاً عن بحثي بخصوص زنا المحارم وكونه محرم عالمياً. تحريمه غير موجود فقط في المجتمع العربي. وكما توقعت لم يكن قلقها من تحريم زنا المحارم لكن الضرر الذي قد يقع على شخصين بالتحديد: هي وابنها.
يتبع …