الواقع أنه أصبح من الصعب علي أن أختار ما بين زوجي أو ياسمينة فكلاهما كان يطالبني بان أنام معه وأمارس الحب وفي تلك المواقف كنت أقرر على حسب مزاجي يعني إذا ما كان يروقني القضيب الذكري فكنت أتجه لزوجي أو يرقني المهبل فكنت أتجه لأبنتي. كان كل شيء يمر برقة و سلاسة حتى ذات مساء بعد أن أقبلت إلي باكية. كانت تنتحب و تبكي بحرقة فأ ذهلني ذلك منها و راعني فأن لم أرها تبكي أبدا! في الحقيقة أنا لا أتذكر آخر مرة بكت فيها ابنتي فأن تأتيني و الدمع لا يسكت عنها و تنتحب فذلك روعني بشدة. سألتها:” حبيبتي ماذا جري؟!!” ولكن بدلا من أن تجيبني أخفت وجهها عني وقد دسته في الوسادة. رأيت الوسادة وقد تبللت وشرقت بدمعها وهي لا تتوقف. حولتها و أدرتها ناحيتي ومسحت عن و جنتيها الدموع ثم ناولتها كوب من الماء. تحسنت قليلاً ثم قبلت جبهتها لعريضة الناصعة البياض وسألتها من جديد:” ياسمينة يا روحي لماذا تبكين بحرقة هكذا؟” قالت ياسمينة في نشيج:” ماما أشرف هجرني.” نعم راح حبيب ابنتي يخونها و يعشق فتاة جامعية أخرى فقلت متعجبة:” ماذا؟!” ياسمينة:” نعم قالي لي أنه لم يعد يحبني.” قلت:” ولكن لماذا؟” ياسمينة:” وقع في حب فتاة أخرى وقال لي أنها قد مارس معي بالفعل فلم يعد يهتم بي.”
أذهلني ما قالت و فوجئت بتلك الحقيقة حتى أنني تهيأت للبكاء كذلك ولكني تحكمت في مشاعري نوعا ما لأني لو أفلت لنفسي الزمام فستفلت ياسمينة و تنخرط في بكاء مرير. لم أكن أعرف ماذا أقول لها أو أفعل حيال ذلك فكنت مصدومة لبعض الوقت وابنتي تبكي. توجهت إلى المطبخ فبكيت هنالك بكاءا مراً نعم سفحت دموعا كثيرة حقا. فكل تلك الثقة و كل تلك العاطفة التي اولته له ابنتي وأوليناها له وقد قلنا أنه زوج ابنتنا المستقبلي وكل تلك طقوس الحب التي جرت امام أعيننا راحت هباءاً! أخيراً استرددت وعيي و رجعت لنفسي بعد سرحان و ذهول و دخلت غرفتها لأجدها تبكي كما لو كانت مقبلة على الجحيم! ناولتها كوب الماء ثم حضنتها حضنا كبيراً وهي ما كانت في أمس الحاجة إليه. رويدا رويدا أخذت تتحسن فقلت لها:” حبيبتي لا تفكرين في تلك المشكلة الآن تناسيها.” ناولتها كذلك سماعات أذن لتروح عن نفسها بسماع الموسيقى وبقيت إلى جوارها أربت فوق ظهرها وشعرها الحريري لأطيب خاطرها حتى نامت. علمت أن ابنتي تمر بمرحلة شديدة الحساسية من عمرها. رحت أفكر كيف أن حبيب ابنتي يخونها و يعشق فتاة جامعية أخرى فأقول في نفسي ياله من نذل خسيس! علمت أنها في حاجة غلى قضاء بعض الوقت مع نفسها تعيد حساباتها فطلبت منها ان ترتاح وغادرت غرفتها. زرفت كثيرا من الدموع بعد خروجي من لدنها فكل توقعاتي كانت صرح من خيال فهوى في كسر من الثانية!
مشهد ياسمينىة وهي تتراءى أمام عيني تمر بألم لا يطاق كان يهزني من داخلي بعنف. لم أكن عرف كيف يكون قراري. لأول مرة في حياتي أوضع ذلك الموضع فلم أكن اعرف كيف اعالج الأمور و زوجي في ذات الوقت خارج المدينة في رحلة عمال فلم يكن قادرا على العودة إلا بمرور اسبوع أو ما يزيد و كان علي أنا وحدي ان ألطف الأجواء و أحل المشاكل. لما أخبرته بما جرى كان مذهولا كذلك غير أنه طمأنني في الأخير. قال لي: “عزيزتي ما قد جرى قد جرى لا نملك تغييره وحسن أن قد افترقا الآن وإلا فما كان سيكون حالها لو تم ذلك بعد الزواج؟!” قلت:” نعم أنا في حيرة من أمري أن حبيب ابنتي يخونها و يعشق فتاة جامعية أخرى فذلك ما لا أفهمه.” قال زوجي:” لا تتعبي نفسك يا حبيبتي وتقبلي الوضع كما هو وارتاحي و تعزي. قولي ليها أن ما كان ليس أسوء الأمور على الاطلاق بل انها في الحقيقة قد أنقذت نفسها من مشاكل مستقبلية فالأمر الآن موكول لها أن تقرر. أشعريها بالطمأنينة و الحب.” لم اعلم حينها ما سيكون حال ياسمينة مع تلك الكلمات التي قالها زوجي غير أنها طمأنتني أنا كثيرا. كان أميم تحدي كبير وهو أن أخرجها من تلك الصدمة المؤلمة. كنت في غرفتها فكانت تبكي فشددتها إلى زراعي ثم حضنتها و أخرجتها منها وظللت أحدثها عن أشياء كثيرة مختلفة حتى أرفه عن نفسها الضغوط فكانت لا تزال في الم ممض وشعور سوداوي كئيب. طبخت لها طاعمها المفضل ولكن بالكاد تناولت منه فأجبرتها نوعا ما عليه. بمرور الوقت سعدت بان أراها تنسل من حالتها المظلمة ببطء فانا اعلم أن ذلك النوع من الصدمات قاسي جدا والخروج منها يتطلب وقتا معالجة مصابرة….يتبع…