كان لقاء الفيرنا محض صدفة ؛ فلم يكن مخططاً له بحال من الأحوال. هي الأقدار تجمعنا و تفرقنا و تبعد القريب و تقرّب البعيد؛ فنجن لعبة بيد الأقدار و إن ظننا غير ذلك. فلم يكن يرد ببالي أنني من سأوي إلى سرير ملتهب من العشق و النيك الأكثر التهاباً مع صفاء الطالبة الجامعية. فمنذ اربعة اعوام كان الجوّ ملبداً بالغيوم يزدحم الناس في الطريق العام على سائقي الميكروباصات في الثامنة صباحاً و سط ندرة القادم من التاكسيات في موسم الأمتحانات. نعم كان ذلك الموسم موسم عقد امتحانات الجامعات و غيرها. منذ أن وقعت عيناي عليها و انا اراقبها وهي تتقدم و تتأخر و تحاول ان توقف تاكسياً فلا تفلح و تزاحم الناس المحتشدة على اي ميكروباص في ذلك الجو الضبابي المنذر بشديد المطر فتتراجع حبطة و قد احمرت وجنتاها البيضاء من الغضب. حتى دق هاتفها النقال فسمعتها تنفعل:” أيوة يا هدى… أعمل ايه الامتحانات هتفوتني…. صحيت متأخرة و مفيشأي زفت تاكسي أو عارفة أركب….” ثم انقطع الخط و راحت تلعن حظها العاثر. فجأة يظهر صاحب لي بسيارته الفيرناو يدعوني للصعود الى جواره.
كانت عينا الفتاة الممشوقة القوام منتفخة الردفين ببنطالها الجينز الملتصق فوق فخذيها و ميكاد يتهتك فوق مؤخرتها بقميصها الذي تنفر منه بزازها المكورة تتوس إليّ و إلى صاحبي. ” يا آنسة… أيوة أنت… ” هكذا ناديتها فاقتربت لأدعوها:” أركبي.. باين عليكي محتاسة…..” لتنفرج أساريرها:” بجد…أنا مش عارفة اشكرك ازاي… بس انا رايحة الجامعة…..” ليعلق صاحبي:” بس معلش.. أحنا طريقنا غير كده خالص…” فرمقته غاضباً:” اركبي يا آنسة .. دي متاخرة على الإمتحان… اركبي اركبي… هنوصلك لباب الجامعة….” وصعدت وفي ظرف ما لا يزيد على ثلث ساعة كانت تكاد تطير فرحاً من كرمي معها! خلال ذلك علمت أنها صفاة فتاة جامعية كلية آداب قسم لغات و ترجمة الفرقة الثالثة انها تسكن بالقرب مني دون أن أدري. كانت في الشارع الخلفي و لم أكن أعلم! كم هي الدنيا صغيرة! ثم كان اللقاء الثاني بعد عدة أيام فتوقفت و دعوتها للصعود إلى جواري فابتسمت و تمنعت فألححت فشكرتني فركبت سيارتي المتواضعة اللادا لأعلق :” لا شكر و لا حاجة أحنا جيران بس مكناش نعرف….” فابتسمت:” أنا مش عارفة أشكرك ازاي…لولاك كنت هطلع بمادة….” فضحكت معلقاً:”لا ولا حاجة…بس تبقي اصحي بدري شوية ههه..” دق هاتفي بعد ذلك فأدهشني انها بكل أريحية قالت, بعد انهاء المكالمة, وهي تضغط على ازرار لوحة هاتفها:” ها رقم فونك كام…” و كان ذلك أول تعارفنا إلى سرير ملتهب من العشق و النيك بعد فترة.
تطورت علاقتي مع صفاء بشدة حتى انها كانت تدعوني . انا ابن الحادية والثلاثين الأعزب, إلى كافيه كليتها فتلمحنا صديقاتها فتجيبهن:” تعالوا.. اعرفكم على ابن خالتي…” فكن يجلسن و كانت بالطبع المشاريب على حسابي .مع مرور الوقت أدمنتني و أدمنتها فكنا لا نفوّت فرصة حتى نلتقي أما في جامعتها أو في سيارتي أو في كافيه خارد أسوار الجامعة. ذات يوم صارحتها قائلاً:” صفاء… يا ترى ايه أخر علاقتنا دي….” فصمتت و لم تجب. فسألتها:” انت مرتبطة ….” فاحمر وجهها و التمع و أجابتني:” لأ…خالص….” فعرضت عليها:” ايه رأيك لو اتقدمتلك….” فابتسمت قائلةً:” وليد… أنا من أول ما شفتك ارتحتلك… بجد…. أنا باتديت أحبك… بس خلينا اصحاب لحد ما نعرف بعض….” لأجيبها ممسكاً بيديها فوق الطاولة:” أنت قدري يا صفاء….” فتحاول أن تفلت كفيها محمرة الوجنتين باسمة :” الناس بتشفنا….” فاجيبها منفعلاً:” كس أم الناس..” فتشهق فاغرةً فاها متلفتتة حولها تطمأنأن لا أحد سمعني و قد استحال وجهها أحمراً من خجلها:” انت قليل الادب!” فأمازحها مقترباً برأسي من رأسها ذات الشعر الأسود السائح كالحرير:” أنت اللي يشوفك و ميقلش أدبه يبقى قليل الأدب…” فغرقت في موجة من الضحك. كان كل ذلك تمهيداً من لقاء الفيرنا و الجامعة و الكافيهات و الخروجات خارج سور جامعتها إلى سرير ملتهب ألهبه العشق المعتق و النيك الهائج في دبرها و قبلها. نعم, فقد كانت صفاء متهتكة الغشاء قد سقطت وهي صغيرة سقطة افقدتها غشائها و لم يصدقها من ادعى انه ابن خالها و حبيبها السابق. اعترفت لي بذلك ذات يوم و اخرجت لي شهادة من طبيب منذ اكثر من ستة عشرة سنة يشهد ان غشائها فقد نتيجة يقطة قوية على الأرض. و كاننّ صفاء قالت بعينها الدعجاوين و قد طفرت دمعة من منهما:” انت مصدقني؟!” قالتها بلسان حالها و عينيها! لم أتمالك نفسي و ملت فوق ظاهر كفها اقبلها:” انا مصدقك…. بس متعيطيش.. وانت ايه ذنبك…”. كانت صفاء فتاة أو بالأحرى امرأة صعبة المراس لم تطاوعني إلا بعد ثلاثة شهور من اللعب بعقلها و الخروجات المتكررة حتى انتهينا إلى سرير ملتهب من العشق و النيك وذلك في شقتي التي تنتظر عروس المستقبل. تسللت صفاء إلى شقتي في وضح النهار. كنت انتظره على أحرّ من الجمر. وصفت لها لطريق فلم تكذب خبراً و قرعت بابي بعد أقل من ساعة….. يتبع…