سأروي لكم فيما يلي حكاية نيكة في السجن وهي حقيقة كما قد رويت لي وهي نيكة من الكس والطيزمعاً وتبدأ كالتالي. “هاتهالي هنا!”… ” بتقول أيه؟”.. ” هاتلي المحششاتية، مراتي العاهرة هنا!” عاوز انيكها، لحد ما تموت بين أيديا على البرش هنا. هي ليه مش جايه! هي فين بنت ال…؟ دي بقالها تلات اسابيع!”. ” يا برنس ، هي بعد ما استلمت الأوراق اختفت. مفيش حد يعرف هي فين. خدت إذن بالغياب مالشغل وبطلت تعيش في الشقة خالص. صدقني يا راجل أنا دورت عليها. آخر حاجة قالتها أنك لو كنت تظن انها هتمضي على ورقة الطلاق، فانت تبقى اتجننت.” ” اجمعها من أي حتة…. هاتها ليا.. عاوزها يوم السبت باي ثمن… ماليش دعوة هتعمل أيه عشان تجيبها. عاوزها تكون عندي يوم السبت هنا الساعة 9 الصبح.” ثم انفتح باب الأسانسير لتخطو خارجه بحذر محاولة ان تتوازن في حذائها الكعب العالي بينما تدلف إلى الصالة حاملة الحقيبة الضخمة. كانت تسمح انفها فوق كم جاكتها وتعبث داخل حقيبة يدها لتعثر على مفاتيحها. وضعت مفتاحها في فتحة الباب وأدارته لينفتح باب الشقة المظلمة. القت بحذائها بعيداً بشيئ من الإهمال وتمش في طرقة الصالة باتجاه مقبس الإضاءة. المفتاح لا يعمل. ” دى حاجة غريبة!” ارتاعت واسرعت إلى المصباح في الزاوية فتصل الفيشة في الحائط ولا شيئ يحدث. تنحني يميناً ويساراً لترى ماعساه حدث للمصباح لتسمع عندها طقة كشاف من الزاوية المواجهة للشقة. تستدير ، وعيناها ملؤهما الخوف محاولة أن ترى الوجه المقنع في ذلك الظلام، بعد أن جلست على مقعد في وسط الحجرة. طقة أخرى من الكشاف فترتد الحجرة مضاءة . وخلال الإضاءة الحمراء ترى جمال جالساً وفي يده مسدس مصوب باتجاهها.
وقبل أن ينطق جمال بكلمة، تسقط على ركبتيها جاثية باكية. راحت تتعثر مكبة نحوه:” جمال… صدقني تلفوني باظ… مكنش معايا فلوس ليه.. هل هو كويس… انطق … فيه أيه؟ ..” ” كنت فين يا لولا من تلات اسابيع ؟ انطقي… أنت عارفة أنه عاوزك تمضي على ورق الطلاق ده من زي امبارح… انت في ورطة كبيرة….” ” لو سمحت… انت أيه االلي جابك هنا؟ ابعد عني…”. ثم تحاول أن تصل لحقيبتها وتخرج شيئ من الكوكايين حتى تتسيد الموقف، فتضع منها في راحتها وتتنشقه. سريعاً. ” أنا هاخدك ليه… وانتي اتصرفي معاه..” . ” بتقول ايه؟!!” ” انتي لازم تشوفيه بكرة…” . ” أكيد لأ… لأ .” فنهض الرجل ليمشي نحوها ويصوب مسدسه نحو راسها مهدداً:” هو عاوز يشوفك ، وهيشوفك. أنا هقعد هنا طول الليل ولم تفوقي هاخدك لجوزك تشوفيه في السجن. لو عقلك وزك لحاجة كدا ولا كدا، انا واخد منه الأذن بأني أقتلك … ومتفكريش أني مش هقدر..” . كانت تنتحب بشدة وربما لوعرفت مدى سعادتها بما ستحصله من نيكة من الكس ومن الطيز معاً مع عطوة لم تكن لتذرف دمعة. وهي بجانبه وهو يقود السيارة إلى السجن. خرج جمال من السيارة وأغلقت لولا الباب ليستدير بعينيه ويمشي باتجاه مقعد الركاب ويفتح السيارة فتغلقها لولا مجدداً مكررين اللعبة لدقائق معدودة إلى أن يغضب جمال. فتح باب السيارة وقبض على ذراعها فأخرجها غصباً واقتداراً ليصطحباها بعنف حتى بوابات السجن.” آآآه…. أنا هنا جاية غصباً عني …. الحقوني…:
هكذا صاحت لولال ليغرز جمال أظافره في لحم ذراعها وظهرها لتعدل من كلامها:” قصدي عشان اشوف حد ليا هنا…” . ” الاسم,,,”. ” عطوة رضا….” . ثم تتحرك لولا جانباً حتى يتقدم جمال غير أن جمال بدلاً من ذلك يربّت على ظهرها ويبتسم. انتهت إجراءت الدخول لتقاد غلى باب الزنزانة على اليمين وتقرع أجراس الدخول وتنفتح الأبواب ولترى لولا طرقة طويلة موصلة لوحدة الزيارة. كان رصيفاً منحدراً تعلو جدرانه أسلاك كهرباء ذات ضغط عالي. التفتت لترى جمال ملوحاً لها ومبتسماً. قادها الطريق الطويل إلى وحدة الزيارة، حيث مقر نيكة حارة من الكس والطيز بينها وبين سجينها رجلها، حيث تعبر بها الكلاب وتتشمم رائحتها. ثم تدخل لولا وحدة الزيارة الكبيرة حيث تواجد فوق الخمسة عشرة شخصاً للزيارة. لمحت لولا عطوة. كان هناك مستقراً في منتصف الغرفة. بعصبية مشت عبر صفوف المقاعد إليه. كانت تمشي ببطء وبحذر وكان هو يولح لها بهدوء كأنما يقول لها: دا انا هنيكك…. هتشوفي مصيرك هنا … جيتي بجليكي.. ثم جلست بجواره ليغضب ويصرخ:” اتنيلي واقعدي قدامي.” انتقلت لولا غلى المقعد المواجه له ويشاهد كلوتها الأحمر وهي تجلس. لم تكن لتنتبه أنها جلست مباعدة فخذيها. القت بوجهها بين راحتيها وراحت تبكي ليقول في نغمة أشبه بالصراخ:” كنت بتصل بيك..”. لتعترف لولا:” عارفة… الموبايل.. أنا… الفلوس … أنا قصدي .. الموبايل اتكسر…”. بغضب أجاب عطوة:” أنت فاكرة عشان هنا مقدرش أذيكي؟” لتجيب باكية بنبرة أشبه بالاستعطاف:” وانت تاذني ليهاصلاً؟”. ليجيب بنبرة ساخرة مستفهمة محاكياً نبرتها:” ليه ؟… ليه؟ … انت متناكة أمفكرة أنك هتخدعيني؟” أنت مش عارفة اني ررشيت الحرس دول عشان يسدوا الكاميرات وانت معايا؟ انت زي اللبوة الصغيرة اللي بتجري على حل شعرها في الشارع تبعزق فلوسنا وتحرجني قدام اصحابي … فانت لسة عاوزاني اعتبرك مراتي؟ أنت ست مقرفة بجد. أنا حاسس أني بكلم مع متخلفة… بصيلي هنا وأنا بكلمك!” يتبع…..