تمضي الأيام و الشهور و يلتقى الحبيبان أحمد و رباب لقاء عشاق بعد طول فراق و بعد طويل قطيعة فتلقى أحمد رباب في كارفور الداون تاون وهو يقف على رأس عامه الثلاثين وهي قد أنفقت من سني عمرها تسعة و عشرين عاماً لم تفتح قلبها لحبيب أو تستجيب لخطيب جاء يطرق بابها وقد التزمت الحجاب! تلاقيا العين في العين وقد تسمرا في موضع قدميهما و قد غيرت الخبرة و التجربة مظهر رباب إلا أن أحمد قد تعرف عليها وقد ازداد وزنها قليلاً فهمس مشتاقاً دهشاً فرحاً قلقاً: رباب….!! لتهمس بدورها بشفتين مرتعشتين و وجه قد شحب و قلب قد انتفض: أحمد…!!! أشاحت رباب بوجهها وقد فرت من عينها دمعة ثم أدبرت تبتعد فلاحقها أحمد صارخاً وقد انتبه له ولها الناس فيمسك بساعدها: رباب…رباب…أرجوكي متسبينيش…نظرت في عينيه بنظرة فيها مشاعر متناقضة شوق و حنينية و لوم و غضب و بغض و خوف وهمست: أحمد أرجوك سيبني عشان الناي متاخدش بالها….أحمد برقة و وداعة الحمام: مينفعش….مينفعش…جوهرة ضاعت مني ولقيتها معقولة أسيبها..لا لا…مستحيل
انصاعت رباب وهي تعرف عناد أحمد و تشبثه بساعدها بقوة فهمست: وجعتني يا أحمد ..سيبني أرجوك…تأسف أحمد برقة: معلش..مش قصدي…لازم أقعد معاكي شوية….رباب انت متعرفيش أنا من غيرك تايه ازاي…رباب بتهكم: لأ انت كويس أوي و بتعمل شوبنج أهو…احمد متنهداً: بيتهيألك….خلينا نقعد…أنتي اتغيرتي خالص يا رباب….انسحبا إلى كافيه جانبي فطلب لها البرتقال التي تحبه فهمست لنفسها” لسة فاكر بحب أيه!!” و طلب لنفسه قهوة زيادة وراح يبحث في عينيها عن معالم رباب الشقية عن رباب المتهتكة التي عرفها يوماً فلم يتعرف عليها فسألها: رباب..انت اتغيرتي أوي….ثم نظر في إصبعيها فلم يجد دبلة لا زواج ولا خطوبة فاطمأن قلبه و تنهد فهمست: عاوز أيه يا احمد….أحمد برقة: عاوزك يا رباب…عاوزك أنتي…أنتي مش غايبة عن بالي لحظة…رباب: بس أحنا خلاص يا احمد مننفعش لبعض….أحمد واضعاً كفه فوق ظهر كفها فوق الطاولة فسحبتها : أزاي…برده بعد الحب الكبير اللي بينا تقولي كده…أنا بحبك يا رباب أنتي نسيتي..!!! رباب بنبرة جادة: رباب اللي حبيتها يا أحمد مش موجودة…انا زي ما أنت قلت اتغيرت….أخذ أحمد و رباب في لقاء عشاق بعد طول فراق يتفحصا بعضهما ليحدق هو في حجابها و بلوزتها و تنورتها الفضفاضة: ايوة فعلاً….أنتي ايه اللي خلاكي كده…..أنت أستشيختي هههه…لم تضحك رباب و أنما قالت بحزم: أنا عملت الصح يا أحمد… و أنت كمان لازم تتغير…. أنت أكيد زي ما أنت!! أحمد مؤكداً بلهفة: حبيبتي أنا عشانك أعمل اي حاجة… ثم أردف يضاحكها مازحاً: بس أنا مينفعش أتحجب ولا أيه هههه…رباب بنبرة جادة في ظاهرها مشحونة بالعاطفة في باطنها: ينفع يا أحمد وبعدين مش عشاني يا أحمد ..عشانك أنت……اتحجب ..اتحجب عن النظرة الحرام..عن العمل الحرام ..عن كل حاجة مش تمام….أحمد دهشاً: فهمتك يا روبي….بس خلينا نرجع لبعض خلينا نكمل يا روبي…أنا مقدرش أستغنى عنك…رباب متأثرة من داخلها إلا أنها تتماسك: أحمد…طريقي غير طريقك….حاول تكمل مع حد غيري…احمد بعاطفة مشحونة حب وبنبرة حانية: لأ يا رباب..متقوليش كده…أحنا أتخلقنا لبعض..رباب لأحمد و احمد لرباب….رباب أنا بحبك… بحيك !
رباب وقد ترقرقت دمعة في عينيها فاختنقت بها لتسيل و تتحدر فوق أسيل خدها إلى كاس البرتقال أمامها: أرجوك يا أحمد بلاش تعذبني أكتر من كدا..أحمد ممسكاً بيدها متشبثاً بها: رباب أنتي كمان بتحبيني ….متعانديش نفسك….انا خلاص قريب هسافر الخيلج و هنبنى نفسنا…رباب أنا مستعد أتغير عشانك….رباب تسمح دمعتها بمنديلها و ترمق أحمد بنظرة مستريبة فيفهما فيهمس صادقاً: لأ هاتغير…عشان فراقك اصعب من عاداتي يا رباب…انا هالتزم….زيك بالظبط…قوليل أمتى أجي اتقملك ر سمي….رفرف قلب رباب من نبرة احمد الصادقة و بنبأ تقدمه لها رسمياً ليكون ذلك وعد و مقدمة أحمد و رباب و لقاء عشاق بعد طول فراق فظلت تحدق في عينيه فرفع طرف أصبعها إلى فمه فقبلها هامساً: أنت الحب الأول و الأخير يا ربوبي…أمسك أحمد بهاتف ر باب المحمول ثم سجل رقم هاتفه و دق على هاتفه فسجل رقمها الجديد وضحك قائلاً: عشان مش هنيمك طول الليل…لتبتسم له وقد أشرق وجهها : طيب يا أحمد أسيبك دلوقتي عشان أنا أتأخرت…أحمد: هوصلك انا أصبري…رباب: لا ميرسي…عشان رايحة عند صاحبتي…باي…بالفعل يممت رباب و جهها باتجاه بيت صديقتها يسرا التي استقبلتها في غرفتها: انت مجنونة يا روبي…في واحدة ترفض مازن دا مولود و في بقه معلقة دهب!!….رباب بفرحة و ابتسامة عريضة: خلاص لا مازن و لا غيره..أنا مش عاوزة حاجة مالدنيا دي تاني خالص…ألقت ربر طرحة راسها فأفرجت عن شعر أسود حاكي الحرير نعومة و ملمساً ثم طرحت نفسها فوق سرير صاحبتها فدهشت يسرا: لأ لا..دا الموضوع فيه أنة….مالك فرحانة أوي ليه كدا!! رباب: خلاص…انا مكان قلبي حاسس أني أنا و أحمد هنتقابل و هنرجه لبعض..مش قلقتك أحنا مولدين في الدنيا دي عشان بعض!! قرصتها يسرا في زراعها: طيب مش تحكي لي ولا أنت بس مغلباني بهمومك… فصرخت رباب و أمسكت بالوسادة و رمتها بها وهي تضحك فتلتقطها يسرا منها ضاحكة و ترميها بها ثم تقفز فوقها و تشد لحم باطن وركها في منطقة حساسة : هتحكي و لا لأ….و لا أدوس…و رباب تلهث: أآه يا مجنونة…خلاص هحكي هحكي…ثم تكشف رباب ليسرا تفاصيل ما دار بينها وبين أحمد في لقاء عشاق بعد طول فراق و كيف أن خطبتهما وشيكة قد وعد ها بها احمد…